التعذيب بين الزوال والبقاء

أن حرية الانسان وكرامته مصونة ، وهذا ما نصت عليه المادة ٣٧/اولا/أ من الدستور العراقي لسنة ٢٠٠٥ ، ولكل فرد الحق في أن يعامل معاملة عادلة في الإجراءات القضائية والإدارية المادة ١٩/سادسا من الدستور العراقي ، والكثير منا يسمع عن مصطلح (التعذيب) وهذا المصطلح قد يطلق على الوسائل الغير انسانية التي تستخدم على الاشخاص كوسيلة للاعتراف او بعض الاحيان تستخدم كعقوبة رادعة للمعترضين على السلطات الحاكمة.

 أن تعذيب الشخص بغض النظر عن ما ارتكبة من عمل يعتبر جريمة ، وقد جرم المشرع العراقي ذلك الفعل ومع هذا  لم تعرف القوانين العراقية جريمة التعذيب والتي حرمها الدستور العراقي لسنة ٢٠٠٥ في المادة ٣٧/اولا/ج  حيث نصت على مايلي:

 "يحرم جميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي والمعاملة غير الإنسانية ولا عبرة باي اعتراف انتزع بالاكراه أو التهديد أو التعذيب و للمتضرر المطالبة بالتعويض عن الضرر المادي والمعنوي الذي أصابه وفقا للقانون".

وكذلك الحال في قانون العقوبات العراقي رقم ١١١ لسنة ١٩٦٩ حيث حددت المادة ٣٣٣ منه عقوبة مرتكبي جريمة التعذيب حيث نصت المادة على أن:

 "يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن سنة وبغرامة لا تزيد عن مائة دينار او باحدى هاتين العقوبتين".

أما  في قانون أصول المحاكمات الجزائية رقم ٢٣ لسنة ١٩٧١ حيث نصت المادة ١٢٧ منه على أن:

 "لا يجوز استعمال أي وسيلة غير مشروعة للتأثير على المتهم للحصول على إقراره ويعتبر من الوسائل الغير المشروعة اساءة المعاملة والتهديد بالإيذاء والإغراء والوعد والوعيد والتأثير النفسي واستعمال المخدرات والمسكرات والعقاقير".

ماهو التعذيب الأبيض؟

وبعد ان وضحنا موقف القانون العراقي من تلك الجريمة سوف نتطرق الى احدى طرق التعذيب واغربها في العالم وهي المتعلقة بالتعذيب النفسي والذي يسمى التعذيب الأبيض وبأختصار فأن ذلك التعذيب يكون بوضع الشخص في غرفة بيضاء وكل مافيها تلك الغرفة هو ابيض حيث السرير والوسادة والباب والانارة كله ابيض وكذلك ملابس المتهم تكون بيضاء بالاضافة الى ذلك فان الطعام الذي يقدم هو فقط الطعام ذات اللون الأبيض مثل الرز حيث يوضع في صحن ابيض بالاضافة الى ذلك يرافق تلك الاجواء صمت رهيب حيث يمنع التحدث مع السجين لاي سبب او الحديث بين الحراس وتكون احذية الحراس مبطنة حتى لا تصدر صوتا ، من منكم كان أن يتصور بأن يكون اللون الأبيض اللون الملائكي هو أداة للتعذيب ، بلا ضرب ولاحرق ولا الم تعذيب ابيض صامت بامتياز خال من التعذيب الجسدي ، لكنه أقسى انواع التعذيب حيث يفقد الشخص عقله بالتدريج ، وقد يصل به الحال الى عدم تمكنه من معرف اقرب الناس اليه ، وعلى الرغم من مرور أكثر من ٣٠ سنة على صدور اتفاقية الأمم المتحدة لمناهضة التعذيب إلا أن لازالت بعض الدول تتقاعس عن تنفيذ التزاماتها علما ان العراق قد انضم لتلك الاتفاقية سنة ١٩٨٧.

نتمنى أن تلتزم جميع الدول ببنود تلك الاتفاقية لأن من غير المنطقي أن تتضمن قوانين الدول رفض لذلك الفعل وعلى أرض الواقع نجدها هي أول مرتكبي مثل تلك الأفعال.